مظاهر عسر القراءة (الديسلكسيا)
مظاهر عسر القراءة (الديسلكسيا)
قبل الخوض في مظاهر الديسلكسيا، ينبغي التنبيه أولا إلى عدم ارتباط هذه الظاهرة بمعدل الذكاء،
مما يفسر صدمة الآباء حينما يكتشفون أن ابنهم يعاني من صعوبات في القراءة رغم أنه كان يظهر علامات ذكاء طبيعي أو حتى فوق الطبيعي.
و عموما يمكن تلخيص أهم مظاهر الديسلكسيا في النقط التالية :
1- المظاهر اللغوية
التأخر أو عدم الكلام بوضوح أو خلط الحروف أو الكلمات أو الجمل، و من أمثلة ذلك ما يلي:
قلب مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدلاً عن نبات، وكوافه بدلاً عن فواكه .
حذف بعض الحروف، وإضافة أُخرى كأن يقرأ: والد بدلاً عن ولد، وندى بدلاً عن نادى .
حذف مقطع كامل من الكلمة كأن يقرأ منزل بدلاً عن المنازل، وفتاة بدلاً عن فتيات .
قلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو التأخير كأن يقرأ قلب بدلاً عن قبل، وعبد بدلاً عن بعد، وفرس بداً عن سفر…
حذف بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمة المقروءة، فمثلاً عبارة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها الطالب ( سافر بالطائرة).
إضافة بعض الكلمات غير الموجودة في النص الأصلي إلى الجملة، أو بعض المقاطع أو الأحرف إلى الكلمة المقروءة فمثلاً كلمة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها ( سافرت بالطائرة إلى أمريكا) .
إعادة بعض الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر فمثلاً قد يقرأ ( غسلت الأم الثياب ) فيقول ( غسلت الأم … غسلت الأم الثياب) .
إبدال بعض الكلمات بأخرى قد تحمل بعضاً من معناها، فمثلاً قد يقرأ كلمة ( العالية ) بدلاً من ( المرتفعة ) أو ( الطلاب ) بدلاً من ( التلاميذ) أو أن يقرأ (حسام ولد شجاع) وهكذا .
ضعف في التمييز بين أحرف العلة فقد يقرأ كلمة ( فول ) فيقول ( فيل).
صعوبة التموقع في النص، حيث يرتبك عند الانتقال من نهاية السطر إلى بداية السطر الذي يليه أثناء القراءة .
2- مظاهر مرتبطة بالأنشطة اليومية
هناك العديد من السلوكات اليومية التي يقوم بها الطفل و التي يمكن أن تدل على معاناته من الديسلكسيا مثل :
طريقة التعامل مع الأشياء كصعوبة الاحتفاظ بها في يده، وصعوبة التنسيق فيما يقوم به من أعمال مثل مسك الكرات أو تنطيطها أو رميها بصورة عادية.
صعوبة في تنفيذ بعض الأعمال مثل ارتداء الملابس بصورة طبيعية وربط الحذاء واستعمال الأزرار.
ضعف التركيز عند الاستماع للقصص.
إضافة إلى ما سبق ذكره، يمكن أن تقترن الديسلكسيا بمظاهر أخرى كرداءة الخط و الخروج على السطر و صعوبة تنسيق الحروف، كما يمكن أن تكون مصاحبة لعسر الحساب و عسر الكلام و غيرها من صعوبات التعلم الأخرى، غير أن ما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن ظهور هذه العلامات مجتمعة ليس شرطا للجزم بإصابة الطفل بعسر القراءة، فوحده الطبيب المختص لديه القدرة و الكفاءة لتشخيص الديسلكسيا و تحديد درجة الإصابة بها.
3- مظاهر مرتبطة بالوراثة
أثبتت الدراسات أن الدسلكسيا في معظمها تكون نتيجة للتوارث في العائلة، و في هذا الإطار،
قام “Leppänen PH et al“،
بالتحقيق في مدى صحة فرضية ارتباط عسر القراءة بالتاريخ المرضي للعائلة،
حيث تم دراسة رضع بعمر 6 أشهر من عينتين مختلفتين،
تنتمي الأولى إلى عائلة طبيعية،
في حين تنتمي الأخرى إلى عائلة لها تاريخ مرضي في الإصابة بعسر القراءة.
و عند قياس الاختلافات في التنشيط الكهربائي في الدماغ الناجم عن التغيرات في الهيكل الزمني لأصوات التحدث
– وهي سمة تلقينية حاسمة في الكلام
– لوحظ اختلاف أطفال العينة الأولى عن أطفال العينة الثانية في كل من قدرتهم على الاستجابة الأولية للأصوات، وفي استجابات كشف التغير الذي يعتمد على سياق التحفيز،
وهذا يدل على أن الأطفال المعرضين للخطر بسبب العوامل الوراثية يقومون بعملية تلقين سمعي زمني لأصوات التحدث بشكل مختلف عن أطفال العائلات العادية،
و ذلك حتى قبل أن يتعلموا الكلام، وأن حالات عُسر القراءة العائلية قد تساعد في التشخيص.
- مفهوم عسر القراءة Dyslexia
كلمة Dyslexia مأخوذ من اللغة اليونانية القديمة وهي تتكون من مقطعين Dys، تعني كلمة نقص (غير متكامل) ومقطع Lexia ، وتعني كلمات أو لغة وعلى ذلك فهي تعني قصور أو ضعف أو ركاكة القدرة على الاتصال اللغوي ومن ثم صبح المعنى الذي تشير إليه كلمة Dyslexia صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة.
وهناك مجموعة من التعريفات لمفهوم الديسلكسيا،
حيث يعرفها مركز تقييم نمو الطفل التابع للمركز الطبي بجامعة إنديانا على إنها “حالة قصور في القدرة على القراءة الصحيحة، بالدرجة ، بالدرجة التي يتقنها أقران الطفل ممن هم في مثل عمره ومرحلته التعليمية وتحدث نتيجة عوامل عضوية عصبية”.
وتعرف أيضاً بأنها “اضطراب أو قصور أو صعوبة نمائية تعبر عن نفسها في صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة على الرغم من توافر القدر الملائم من الذكاء وظروف التعليم والتعلم والإطار الثقافي والاجتماعي.
وهي خبرة يمر بها الأطفال ذو المستوى المناسب من الذكاء وتظهر على شكل لغوي عام وهي اضطراب يصيب الطفل، حيث ينشغل في تحصيل المهارات اللغوية اللازمة للقراءة والكتابة والهجاء، ولا تتناسب هذه المهارات مع مستويات قدرات الطفل العقلية ولا الخبرات والمدرسية المعتادة التي تقدم له.
أهمية التشخيص المبكر للعسر القرائي :
لنجاح عملية التدخل العلاجي في حالات العسر القرائي يجب الكشف المبكر والتعرف على الأطفال المعرضين للإصابة بالعسر القرائي وإجراء البرنامج التربوي الخاص حتى لا يقع الطفل تحت ضغط نفسي نتيجة وضعه ,ونكون بذلك قد أنقذناه من الدخول في شخصية مدمرة اجتماعياً تعاني من الفشل المستمر والإحباط الدائم والتوترات الاجتماعية النفسية , وبما أن العسر القرائي هي صعوبة تعليمية تستنفذ قدرات الطفل العقلية والانفعالية وتؤدي به إلى سوء التوافق الشخصي والاجتماعي مما يدفعه إلى الانطواء في شخصية سلبية , لذلك لابد من الكشف المبكر عن اضطرابه هذا للتدخل في معاونته على إيجاد السبل الضرورية لتخطي أزمته بالحد الأدنى الممكن .
كما أكد عدد من الباحثين على أهمية معالجة صعوبات القراءة واللغة المكتوبة حين ظهورها أمثال : (جادول) و(مالكبست) , إذ يرون أن صعوبات القراءة والكتابة التي تظهر لدى الطفل , في أول مراحله التعليمية يمكن أن تبقى دائما فيه , وتمتد إلى المراحل اللاحقة , إذا لم يهتم بمعالجتها في الوقت المناسب , وبالتالي فإن نوع القصور الذي ينتج عن هذه الصعوبات ,قد يستمر زمناً طويلاً .
ويمثل الكشف والتشخيص والتدخل المبكر أمراً جوهرياً ومحوريا ً غاية في الأهمية, فأعراض العسر القرائي قد لا تختفي , كما أنها لا تنمو أو تتفاقم مع التدخل المبكر وتطبيق البرامج العلاجية الملائمة , كما أن التشخيص المبكر فوق انه ضروري فإنه لا يعني تصنيف سلبي لهؤلاء الأطفال , كما أنه من الضروري الكشف عن الأسباب أو السبب الرئيسي الذي يقف خلف عجز الطفل عن القراءة .
المحكات التشخيصية في العسر القرائي :
عند تشخيص العسر القرائي
كصعوبة تعلم محددة فإنه لا يتم الاعتماد على محك التباين بين درجات التحصيل في القراءة والقدرات العقلية باعتباره المحك الوحيد في تشخيص هذا الاضطراب,
بل تستخدم محكات تشخيصية أخرى في تحديد الطالب الذي يعاني من هذه المشكلة ,
فهناك أكثر من محك لتشخيص صعوبات التعلم المحددة,
إذ أشار بعضهم إلى ثلاثة محكات,وآخرون ذكروا أربعة محكات, ولكن الجميع لا يختلف على محكين أساسيين هما: (محك التباين) و (محك الاستبعاد) ومن هذه المحكات :
1. محك التباين Discrepancy Criterion :
ويقصد بهذا المحك هو التباين بين القدرات الحقيقية للفرد وبين الأداء , فمثلاً قد يكون التباين بين المستوى التحصيلي والقدرات العقلية في واحدة أو أكثر من القدرة على فهم المهارات الأساسية للقراءة , أو فهم واستيعاب المادة المقروءة, أو القدرة على القيام بالعمليات الحسابية .
2. محك الاستبعادExclusion Criterion :
وهذا المحك يستبعد عند التشخيص أية إعاقة حسية , أو إدراكية يمكن أن تكون سبباً في مشكلة القراءة التي يعاني منها الطفل مثل: التخلف العقلي ويقصد به انخفاض ملحوظ في القدرات العقلية العامة "الذكاء", الإعاقة الحسية وتشتمل على الإعاقة السمعية , والإعاقة البصرية, الانفعالات الشديدة , فالتلاميذ الذين يعانون من هذه الإعاقات لا يندرجون ضمن مسمى عسر القراءة .
3. محك التربية الخاصة:
ويشير هذا المحك إلى حاجة ذوي العسر القرائي إلى طرق تعليم وتدريب خاصة من أجل التغلب على مشكلة القراءة أو التخفيف من شدتها ,بسبب عدم جدوى طرق التدريس المتبعة مع الأطفال العاديين , فضلاً عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين , وإنما يتعين توفير لون من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة .
4. محك الاضطراب العصبي :
من المعروف أن تفسير المدركات الحسية يتم في الدماغ , وهناك مناطق محددة في شقي الدماغ مخصصة للمدركات البصرية والسمعية وغيرها من المدركات الحسية , وقد لاحظت العديد من الدراسات وجود قصور وظيفي أو خلل تركيبي في مناطق معينة من الدماغ لدى نسبة معينة من المصابين بعسر القراءة.
وتعود صعوبة هذا المحك إلى أن القصور الوظيفي أو التركيبي لم يلاحظ عند الجميع أو لدى نسبة كبيرة من حالات عسر القراءة, ويؤكد ذلك أن الدراسات التي تمت في هذا المجال قد أجريت في أغلب الأحيان على الأفراد الذين عانوا من عسر القراءة مدة طويلة مما يسمح بافتراض أن التغيرات التي لوحظت في الدماغ قد تكون نتيجة لعسر القراءة وليست سبباً لها .
قبل الخوض في مظاهر الديسلكسيا، ينبغي التنبيه أولا إلى عدم ارتباط هذه الظاهرة بمعدل الذكاء،
مما يفسر صدمة الآباء حينما يكتشفون أن ابنهم يعاني من صعوبات في القراءة رغم أنه كان يظهر علامات ذكاء طبيعي أو حتى فوق الطبيعي.
و عموما يمكن تلخيص أهم مظاهر الديسلكسيا في النقط التالية :
1- المظاهر اللغوية
التأخر أو عدم الكلام بوضوح أو خلط الحروف أو الكلمات أو الجمل، و من أمثلة ذلك ما يلي:
قلب مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدلاً عن نبات، وكوافه بدلاً عن فواكه .
حذف بعض الحروف، وإضافة أُخرى كأن يقرأ: والد بدلاً عن ولد، وندى بدلاً عن نادى .
حذف مقطع كامل من الكلمة كأن يقرأ منزل بدلاً عن المنازل، وفتاة بدلاً عن فتيات .
قلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو التأخير كأن يقرأ قلب بدلاً عن قبل، وعبد بدلاً عن بعد، وفرس بداً عن سفر…
حذف بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمة المقروءة، فمثلاً عبارة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها الطالب ( سافر بالطائرة).
إضافة بعض الكلمات غير الموجودة في النص الأصلي إلى الجملة، أو بعض المقاطع أو الأحرف إلى الكلمة المقروءة فمثلاً كلمة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها ( سافرت بالطائرة إلى أمريكا) .
إعادة بعض الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر فمثلاً قد يقرأ ( غسلت الأم الثياب ) فيقول ( غسلت الأم … غسلت الأم الثياب) .
إبدال بعض الكلمات بأخرى قد تحمل بعضاً من معناها، فمثلاً قد يقرأ كلمة ( العالية ) بدلاً من ( المرتفعة ) أو ( الطلاب ) بدلاً من ( التلاميذ) أو أن يقرأ (حسام ولد شجاع) وهكذا .
ضعف في التمييز بين أحرف العلة فقد يقرأ كلمة ( فول ) فيقول ( فيل).
صعوبة التموقع في النص، حيث يرتبك عند الانتقال من نهاية السطر إلى بداية السطر الذي يليه أثناء القراءة .
2- مظاهر مرتبطة بالأنشطة اليومية
هناك العديد من السلوكات اليومية التي يقوم بها الطفل و التي يمكن أن تدل على معاناته من الديسلكسيا مثل :
طريقة التعامل مع الأشياء كصعوبة الاحتفاظ بها في يده، وصعوبة التنسيق فيما يقوم به من أعمال مثل مسك الكرات أو تنطيطها أو رميها بصورة عادية.
صعوبة في تنفيذ بعض الأعمال مثل ارتداء الملابس بصورة طبيعية وربط الحذاء واستعمال الأزرار.
ضعف التركيز عند الاستماع للقصص.
إضافة إلى ما سبق ذكره، يمكن أن تقترن الديسلكسيا بمظاهر أخرى كرداءة الخط و الخروج على السطر و صعوبة تنسيق الحروف، كما يمكن أن تكون مصاحبة لعسر الحساب و عسر الكلام و غيرها من صعوبات التعلم الأخرى، غير أن ما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن ظهور هذه العلامات مجتمعة ليس شرطا للجزم بإصابة الطفل بعسر القراءة، فوحده الطبيب المختص لديه القدرة و الكفاءة لتشخيص الديسلكسيا و تحديد درجة الإصابة بها.
3- مظاهر مرتبطة بالوراثة
أثبتت الدراسات أن الدسلكسيا في معظمها تكون نتيجة للتوارث في العائلة، و في هذا الإطار،
قام “Leppänen PH et al“،
بالتحقيق في مدى صحة فرضية ارتباط عسر القراءة بالتاريخ المرضي للعائلة،
حيث تم دراسة رضع بعمر 6 أشهر من عينتين مختلفتين،
تنتمي الأولى إلى عائلة طبيعية،
في حين تنتمي الأخرى إلى عائلة لها تاريخ مرضي في الإصابة بعسر القراءة.
و عند قياس الاختلافات في التنشيط الكهربائي في الدماغ الناجم عن التغيرات في الهيكل الزمني لأصوات التحدث
– وهي سمة تلقينية حاسمة في الكلام
– لوحظ اختلاف أطفال العينة الأولى عن أطفال العينة الثانية في كل من قدرتهم على الاستجابة الأولية للأصوات، وفي استجابات كشف التغير الذي يعتمد على سياق التحفيز،
وهذا يدل على أن الأطفال المعرضين للخطر بسبب العوامل الوراثية يقومون بعملية تلقين سمعي زمني لأصوات التحدث بشكل مختلف عن أطفال العائلات العادية،
و ذلك حتى قبل أن يتعلموا الكلام، وأن حالات عُسر القراءة العائلية قد تساعد في التشخيص.
- مفهوم عسر القراءة Dyslexia
كلمة Dyslexia مأخوذ من اللغة اليونانية القديمة وهي تتكون من مقطعين Dys، تعني كلمة نقص (غير متكامل) ومقطع Lexia ، وتعني كلمات أو لغة وعلى ذلك فهي تعني قصور أو ضعف أو ركاكة القدرة على الاتصال اللغوي ومن ثم صبح المعنى الذي تشير إليه كلمة Dyslexia صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة.
وهناك مجموعة من التعريفات لمفهوم الديسلكسيا،
حيث يعرفها مركز تقييم نمو الطفل التابع للمركز الطبي بجامعة إنديانا على إنها “حالة قصور في القدرة على القراءة الصحيحة، بالدرجة ، بالدرجة التي يتقنها أقران الطفل ممن هم في مثل عمره ومرحلته التعليمية وتحدث نتيجة عوامل عضوية عصبية”.
وتعرف أيضاً بأنها “اضطراب أو قصور أو صعوبة نمائية تعبر عن نفسها في صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة على الرغم من توافر القدر الملائم من الذكاء وظروف التعليم والتعلم والإطار الثقافي والاجتماعي.
وهي خبرة يمر بها الأطفال ذو المستوى المناسب من الذكاء وتظهر على شكل لغوي عام وهي اضطراب يصيب الطفل، حيث ينشغل في تحصيل المهارات اللغوية اللازمة للقراءة والكتابة والهجاء، ولا تتناسب هذه المهارات مع مستويات قدرات الطفل العقلية ولا الخبرات والمدرسية المعتادة التي تقدم له.
أهمية التشخيص المبكر للعسر القرائي :
لنجاح عملية التدخل العلاجي في حالات العسر القرائي يجب الكشف المبكر والتعرف على الأطفال المعرضين للإصابة بالعسر القرائي وإجراء البرنامج التربوي الخاص حتى لا يقع الطفل تحت ضغط نفسي نتيجة وضعه ,ونكون بذلك قد أنقذناه من الدخول في شخصية مدمرة اجتماعياً تعاني من الفشل المستمر والإحباط الدائم والتوترات الاجتماعية النفسية , وبما أن العسر القرائي هي صعوبة تعليمية تستنفذ قدرات الطفل العقلية والانفعالية وتؤدي به إلى سوء التوافق الشخصي والاجتماعي مما يدفعه إلى الانطواء في شخصية سلبية , لذلك لابد من الكشف المبكر عن اضطرابه هذا للتدخل في معاونته على إيجاد السبل الضرورية لتخطي أزمته بالحد الأدنى الممكن .
كما أكد عدد من الباحثين على أهمية معالجة صعوبات القراءة واللغة المكتوبة حين ظهورها أمثال : (جادول) و(مالكبست) , إذ يرون أن صعوبات القراءة والكتابة التي تظهر لدى الطفل , في أول مراحله التعليمية يمكن أن تبقى دائما فيه , وتمتد إلى المراحل اللاحقة , إذا لم يهتم بمعالجتها في الوقت المناسب , وبالتالي فإن نوع القصور الذي ينتج عن هذه الصعوبات ,قد يستمر زمناً طويلاً .
ويمثل الكشف والتشخيص والتدخل المبكر أمراً جوهرياً ومحوريا ً غاية في الأهمية, فأعراض العسر القرائي قد لا تختفي , كما أنها لا تنمو أو تتفاقم مع التدخل المبكر وتطبيق البرامج العلاجية الملائمة , كما أن التشخيص المبكر فوق انه ضروري فإنه لا يعني تصنيف سلبي لهؤلاء الأطفال , كما أنه من الضروري الكشف عن الأسباب أو السبب الرئيسي الذي يقف خلف عجز الطفل عن القراءة .
المحكات التشخيصية في العسر القرائي :
عند تشخيص العسر القرائي
كصعوبة تعلم محددة فإنه لا يتم الاعتماد على محك التباين بين درجات التحصيل في القراءة والقدرات العقلية باعتباره المحك الوحيد في تشخيص هذا الاضطراب,
بل تستخدم محكات تشخيصية أخرى في تحديد الطالب الذي يعاني من هذه المشكلة ,
فهناك أكثر من محك لتشخيص صعوبات التعلم المحددة,
إذ أشار بعضهم إلى ثلاثة محكات,وآخرون ذكروا أربعة محكات, ولكن الجميع لا يختلف على محكين أساسيين هما: (محك التباين) و (محك الاستبعاد) ومن هذه المحكات :
1. محك التباين Discrepancy Criterion :
ويقصد بهذا المحك هو التباين بين القدرات الحقيقية للفرد وبين الأداء , فمثلاً قد يكون التباين بين المستوى التحصيلي والقدرات العقلية في واحدة أو أكثر من القدرة على فهم المهارات الأساسية للقراءة , أو فهم واستيعاب المادة المقروءة, أو القدرة على القيام بالعمليات الحسابية .
2. محك الاستبعادExclusion Criterion :
وهذا المحك يستبعد عند التشخيص أية إعاقة حسية , أو إدراكية يمكن أن تكون سبباً في مشكلة القراءة التي يعاني منها الطفل مثل: التخلف العقلي ويقصد به انخفاض ملحوظ في القدرات العقلية العامة "الذكاء", الإعاقة الحسية وتشتمل على الإعاقة السمعية , والإعاقة البصرية, الانفعالات الشديدة , فالتلاميذ الذين يعانون من هذه الإعاقات لا يندرجون ضمن مسمى عسر القراءة .
3. محك التربية الخاصة:
ويشير هذا المحك إلى حاجة ذوي العسر القرائي إلى طرق تعليم وتدريب خاصة من أجل التغلب على مشكلة القراءة أو التخفيف من شدتها ,بسبب عدم جدوى طرق التدريس المتبعة مع الأطفال العاديين , فضلاً عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين , وإنما يتعين توفير لون من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة .
4. محك الاضطراب العصبي :
من المعروف أن تفسير المدركات الحسية يتم في الدماغ , وهناك مناطق محددة في شقي الدماغ مخصصة للمدركات البصرية والسمعية وغيرها من المدركات الحسية , وقد لاحظت العديد من الدراسات وجود قصور وظيفي أو خلل تركيبي في مناطق معينة من الدماغ لدى نسبة معينة من المصابين بعسر القراءة.
وتعود صعوبة هذا المحك إلى أن القصور الوظيفي أو التركيبي لم يلاحظ عند الجميع أو لدى نسبة كبيرة من حالات عسر القراءة, ويؤكد ذلك أن الدراسات التي تمت في هذا المجال قد أجريت في أغلب الأحيان على الأفراد الذين عانوا من عسر القراءة مدة طويلة مما يسمح بافتراض أن التغيرات التي لوحظت في الدماغ قد تكون نتيجة لعسر القراءة وليست سبباً لها .
تعليقات
إرسال تعليق