صعوبات التعبير الكتابي

صعوبات التعبير الكتابي

 يعد  التعبير الكتابي من أصعب المهارات المكتسبة و التي تعد وسيلة مهمة من وسائل التعبير حيث تتطلب المعرفة الجيدة باللغة للتعبير عن الأفكار و الميول.
إن مهارة الكتابة عند كثير من الأطفال مرتبطة بمهارة القراءة... و مهارة الكتابة تعد مؤشر قوي إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في القراءة أو اللغة.
و تم وضع نقاط محددة للتشخيص لهذا الاضطراب من خلال جمعية الطب النفسي DSM IV:تكون المهارات الكتابية كما تقاس بواسطة الاختبارات المعيارية الفردية أو التقييمات الوظيفية للمهارات الكتابية دون المستوى المنتظر من عمر الشخص  و ذكائه و تعليمه.
يؤثر الاضطراب في المعيار السابق بصورة واضحة على الإنجاز الدراسي أو الأنشطة اليومية التي تتطلب إنشاء نصوص مكتوبة مثل "كتابة جملة سليمة قواعديًا و فقرات منظمة".
إذا كان هناك عجز حسي فإن الصعوبات في المهارات الكتابية تتجاوز تلك التي تترافق معه عادةً.
تاريخيًا فإن صعوبة الكتابة Dysgraphia و هو فقد المهارة الكتابية فإن ذلك يعد من أشكال اضطراب القراءة و هناك إشارة إلى أن اضطراب التعبير الكتابي ممكن أن يحدث منفصلاً.
و هناك مسميات عديدة لاضطراب التعبير الكتابي و منها:

اضطراب الاستهجاء  Spelling disorder
صعوبة  القراءة بالاستهجاء Spelling dyslexia
إن صعوبة التعبير الكتابي يمكن أن يصاحبها اضطرابات تعلم أخرى مثل: اضطراب القراءة  أو اللغة ، و لكن اضطراب التعبير الكتابي يتم تشخيصه مؤخرًا.

ما مدى انتشار هذا الإضطراب؟
إن معدل انتشار اضطراب التعبير الكتابي بصورة منفردة لم يُدرس حتى الآن و لكن كاضطراب مصاحب لاضطراب القراءة فهو يمثل حوالي 4% من أطفال سن المدرسة.
بالنسبة للجنس فاضطراب التعبير الكتابي مثل اضطراب القراءة حيث أنه يمثل 1:3 بالنسبة إلى نسبة الولد : البنت
وغالبًا ما يحدث اضطراب التعبير الكتابي مع اضطراب القراءة.

حدوث هذا الاضطراب كجزء من اضطراب آخر:
إن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب الكتابي أكثر عرضة للإصابة أو المعاناة من اضطرابات التعلم الأخرى مثل اللغة ، القراءة ، و الطفل ذو اضطراب قلة الانتباه و اضطراب السلوك المشوش.
و قد لوحظ أن  ADHD اضطراب قلة الانتباه و اضطراب السلوك المشوش هم الأكثر عرضة لاضطراب التعبير الكتابي بالنسبة للناس بصفة عامة.
و الأطفال ذوي الاضطراب الكتابي أكثر عرضة لصعوبات المهارات الاجتماعية و بعضهم يعاني من ضعف الثقة بالنفس و أعراض اكتئابية.


أسباب نشأة الإضطراب
إن الطفل الذي يعاني من اضطراب في التعبير الكتابي هناك أسباب عديدة مثل:
نقص استخدام مكونات اللغة و مخارج الألفاظ.
الوراثة من خلال الجينات الوراثية.
و هناك نظرية واحدة وُضعت حيث تقول أن اضطراب التعبير الكتابي ناتج من تأثير مركب لأكثر من عامل أو لتأثير عامل واحد مثل: اضطراب التعبير اللغوي – اضطراب مختلط للغة و القراءة .
أما بالنسبة للعامل الوراثي فلقد لوحظ أن هذا الاضطراب متواجد في الطفل لأم و أب  أقارب من الدرجة الأولى.


كيفية التشخيص
إن تشخيص اضطراب التعبير الكتابي يعتمد على:
اداء الطفل الاكاديمي و المدرسي ضعيف.
عدم القدرة على الهجاء ووضع الكلمات في الأماكن المناسبة مقارنة بأطفال في نفس المرحلة العمرية و نفس معدل الذكاء.. بالإضافة للأخطاء الإملائية و الجمل غير الصحيحة.
ضعف الكتابة يدويًا و الحروف المعكوسة.. و ضعف القدرة على ترتيب القصص المكتوبة و تنظيمها و الافتقاد إلى استخدام المحسنات اللفظية مثل:
 ( من ، متى ، الذي).


الفحوصات اللازمة
إن تشخيص اضطراب التعبير الكتابي يعتمد على أن أداء الطفل الكتابي يكون بمستوى أقل من المتوقع لطفل في نفس المرحلة العمرية و معدل الذكاء .
الاختبارات الحديثة و المتاحة:
  اختبار اللغة المكتوبة TOWL
  اختبار اللغة المكتوبة مبكرًا TEWL
و هناك اضطرابات أخرى يمكن أن تعيق تشخيص اضطراب التعبير الكتابي مثل: اضطرابات النمو – التخلف العقلي.
و لتصنيف اضطراب التعبير الكتابي من الاضطرابات الأخرى مثل اضطرابات التواصل و اضطرابات القراءة و اضطراب السمع و البصر هناك توقعات للطفل الذي يصاب باضطراب التعبير الكتابي يجب أولاً وضع اختبار ذكاء معياري:

مراجعة ويكسلر (معدل الذكاء للبالغين)  (WISC-III)
قدرات الطفل و معدل ذكائه WAIS – R) )


هل سيبقى طفلي هكذا؟
لأن اضطرابات الكتابة ، اللغة ، القراءة غالبًا ما تحدث مع بعضها حيث أن الطفل الطبيعي يتكلم جيدًا قبل تعلم القراءة و يتعلم القراءة قبل الكتابة و هذا يفسر التأخر في تشخيص اضطراب التعبير الكتابي و في الحالة الشديدة يظهر عند سن 7 سنوات و الحالات الأقل خطورة لا تظهر حتى سن 10 سنوات.
معظم الأطفال الذين يعانون من اضطراب بسيط أو متوسط في التعبير الكتابي يكون أدائهم المدرسي جيد في عكس الالتحاق المبكر بالمدرسة و الذي يظهر فيه الاضطراب بصورة واضحة.
التوقع بالنسبة لاضطراب التعبير الكتابي يعتمد على:
مدى خطورة الاضطراب.
المرحلة العمرية للطفل و درجة التدخل.
مدة العلاج واستمراريته.
وجود أى اضطرابات نفسية أو سلوكية للطفل.
و لذلك هذا يوضح مدى أهمية استشارة طبيب نفس الأطفال و سرعة التدخل الطبي المحترف في الوقت المناسب.


التشخيصات المشابهة
مهم جدًا أن تحدد إذا كان هناك أى اضطراب آخر يعاني منه الطفل مثل: اضطراب قلة الانتباه و اضطراب السلوك المشوش و الاكتئاب حيث أن الاكتئاب يقود الطفل إلى عدم التركيز في المهارات الخاصة بالكتابة.
و في حالة أن يكون اضطراب التعبير الكتابي مصاحب لاضطرابات أخرى فإن علاج الاضطرابات الأخرى يؤدي إلى تحسن اضطراب التعبير الكتابي.
و يجب التفرقة الجيدة بين اضطراب التعبير الكتابي و الاضطرابات الأخرى مثل: اضطراب القراءة – اختلاط اضطراب اللغة و التعبير اللغوي و الاستقبال – اضطراب الحساب – اضطرابات النمو – اضطراب قلة الانتباه و اضطراب السلوك المشوش.



العلاج
من خلال:
الممارسة المباشرة للكتابة و الإملاء و الرجوع إلى القواعد اللغوية.
التأكيد على استمرارية الطفل في العلاج و الدراسة.
التأكيد على استخدام طريقة واحد . واحد للكتابة التعبيرية و التي ثبت نجاحها و تتم من خلال الطبيب المختص.
أن يتم مشاركة المعلم في العلاج عن طريق إعطاء الطفل ساعتين يوميًا من أجل الالتزام بتعليمات الكتابة و بالتالي يحتاج ذلك إلى علاقة قوية بين الطفل و هذا المعلم المتخصص في الكتابة.
الطفل يحتاج إلى مساندة من الأسرة و المدرس و بالتالي فإن الفريق العلاجي مهم حيث الطبيب النفسي– المدرس – الأسرة.
يتم معالجة المشاكل السلوكية أو النفسية من قبل الطبيب النفسي.


في النهاية الموضوع ليس بسيط و لكن إن تم تشخيصه مبكرًا و اللجوء إلى الطبيب النفسي لوضع خطة و برنامج يناسب سن الطفل و معدل ذكائه سيكون الموضوع سهل و يستطيع الطفل تحقيق حلمه و حلم أسرته في أن يكون شخص ناجح في المجتمع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطة تربوية فردية في مادة القراءة لتلاميذ صعوبات التعلم

استبانة للمعلم للكشف عن صعوبات التعلم:

كيف التمييز بين الحروف المتشابهه لذوي صعوبات التعلم..