بين الصعوبات النمائية والصعوبات الأكاديمية
بين الصعوبات النمائية والصعوبات الأكاديمية
في الحقيقة ومن خلال استقراء الموضوعات وكذلك الأسئلة التي يتم طرحها على مجموعتنا وسائر المجموعات سواء على الفيس بوك أو الواتس أو غيرها من وسائل التواصل أو الأسئلة التي ترد إلينا والتي تخص موضوع صعوبات التعلم وجدت أن النظرة لموضع صعوبات التعلم والتعامل معها لا يزال يعاني كثيرا من القصور سواء على مستوى التشخيص والتقييم والذي يعاني قدرا كبيرا من التخبط والعشوائية وصولا إلى الخطة التربوية الفردية وكيفية صياغة الأنشطة المختلفة التي تؤدي دورها في علاج نقطة الضعف أو نقاط الضعف عند الطلاب ممن يعانون من صعوبات التعلم أوعند الكثير من أولياء الأمور والذين هم معذورون في عدم إلمامهم بالمعلومات الكافية عن صعوبات التعلم ، وبين هذا وذاك هناك القضية الجوهرية وهي علاقة الصعوبات الأكاديمية بالصعوبات النمائية فلقد دأبنا على القول مرارا وتكرا في كل محفل بأن الصعوبات الأكاديمية هي نتاج للصعوبات النمائية ومظهر من مظاهر الخلل بها وأن أية محاولة لإصلاح الخلل الحادث في التحصيل الأكاديمي دون بذل الجهد المطلوب لعلاج الخلل في الجانب النمائي يعد من قيبل الحرث في الماء ولن يأتي بأية نتيجة غالبا ولكن المشكلة حقيقة تكمن في :
أ - عدم توفر التشخيص العلمي المنهجي المتقن لكافة الجوانب المختلفة المتعلقة بذوي صعوبات التعلم بالشكل الذي يعطي صورة حقيقية وكاملة عن نقاط الضعف والقوة لديهم .
ب - التعامل مع حالات الصعوبات على أنها كلها نمط واحد يصلح للواحد ما يصلح للجميع وذلك خطأ كبير
ج - التركيز على الجوانب الأكاديمية والاهتمام بها لأنها وللأسف التي تظهر للعيان ومحط اهتمام أولياء الأمور دون الالتفات للجوانب النمائية
د- عدم وجود الخدمة والدعم الحقيقي لهذه الفئة داخل المؤسسات التعليمية ، فغالبية المؤسسات التعليمية إن لم تكن كلها تركز بشكل كلي على الجانب الأكاديمي وفقط ، ولذلك يلتحق طالب الصعوبات بهذه المؤسسة أو تلك وينتقل من مرحلة لمرحلة وهو لا يزال يعاني من نفس المشكلة أو المشاكل النمائية والأكاديمية وجل ما يعني ولي الأمر للأسف هو الدرجات التي يحصل عليها الطالب ونجاحه من عدمه
ه - قصور الوعي بالخصائص النفسية والسلوكية لطلاب الصعوبات عند تدريسهم والتعامل معهم
وغير ذلك مما يضيق المقام عن ذكره
ولذا وجب أن نقول لكل ولي أمر ولكل معلم ولكل أخصائي :
أ - إذا كان لديك طفل أو طالب من طلاب الصعوبات يعاني من قصور في القراءة ، الكتابة ، التهجئة ، الرياضيات ، ....... إلخ الخ فلا تجعل كل تركيزك على علاج تلك المظاهر بالطرق التقليدية فهي لا تجدي نفعا معهم
ب - لابد لابد لابد ابتداء من إجراء التقييم والتشخيص الكامل لأي طالب من طلاب صعوبات التعلم بداية من
أ - اختبارات الذكاء ( بينييه ، وكسلر )
ب - الاختبارات النفسية للعمليات العقلية العليا ( انتباه ، إدراك ، ذاكرة ، حل مشكلات ، تكوين مفاهيم ) ( الإلينوي ، مايكل بست ، بطارية الزيات )
ج- اختبارات التشخيص الأكاديمي
د- الاختبارات النفسية المتعلقة بالجوانب الشخصية والاجتماعية ( فاينلاند للتكيف الاجتماعي )
وتلك هي الخطوط العريضة التي لا غنى عنها ، وهناك اختبارات أخرى تختلف الحاجة إليها باختلاف كل حالة .
1 - ثم بعد ذلك يجتمع فريق العمل المكون من ( ولي الأمر ، معلم الصف ، أخصائي صعوبات التعلم ، الأخصائي النفسي ، أخصائي النطق والتخاطب ، المشرف الاجتماعي ، .... ) ليعرضوا ما عندهم من نتائج الاختبارات والمقابلة لوضع الخطة التربوية الفردية والتي تشتمل على جوانب عديدة سنتناولها تفصيلا فيما بعد ثم ومن هذه الخطة التربوية الفردية يتم وضع خطة تعليمية تتعلق بالجوانب الأكاديمية وبالطبع فجوانب الخلل النمائي ( انتباه ، إدراك ، ذاكرة .... إلخ ) ستكون مبينة في الخطة التربوية الفردية ويتم صياغة أنشطة بالطريقة المنهجية الصحيحة لعلاج أوجه القصور النمائي ابتداء ثم الأكاديمي بعدها ولا ينبغي لا ينبغي لا ينبغي أبدا أن يتم التركيز على جوانب الضعف الأكاديمي من ( عسر القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو الحساب أو ...... ) دون الالتفات لأصل المشكلة وهو الخلل في الجوانب النمائية ، كما لا يبغي بحال من الأحوال أن يتم التعامل مع الخلل النمائي عند الطفل بشكل عام بل لابد من الوقوف على نقطة الضعف تحديدا ( الانتباه ، أم مدته ، أم نقله ، إدراك بصري ، سمعي ، تمييز بصري ، سمعي ........... وهكذا ) فكل عنوان من تلك العناوين المجملة التي ذكرناها في بداية الحديث وأعني بها العمليات العقلية العليا أو العمليات النفسية الأساسية أو الصعوبات النمائية على اختلاف المسميات ، كل عنوان منها تحته تفاصيل كثيرة يعرفها أهل التخصص وتختلف فيها كل حالة عن الأخرى .
2- وينبغي على ولي الأمر ألا يتعجل النتائج ويتحلى بالصبر فالأمر قد يستغرق وقتا في البداية ، شريطة أن يتم الأمر بالشكل الذي بيناه أعلاه وأن يتولى التنفيذ المعلم المؤهل وكذا الأخصائي الكفؤ
3 - الانتباه أن هذه الفئة لها أساليب واستراتيجيات وتدريبات علاجية لنوعي الصعوبات مختلفة تماما عن الطرق التقليدية المتعارف عليها وخاصة الصعوبات الأكاديمية ولذا فلا يجب سلوك الطرق المعروفة التقليدية لأنها ستضيع الوقت والجهد ولن تأتي بالنتيجة المرجوة .
وفي النهاية أقول : ( عمل بلا تخطيط هو تخطيط للفشل )
تعليقات
إرسال تعليق