تعليم الأطفال الحساب الذهني

تعليم الأطفال الحساب الذهني 

منذ دخول الطفل الصف الأول الابتدائي، يتعلم العد وحل المسائل الحسابية، لكن بعض الأطفال يظهرون بطئاً في تعلم الجمع أو الطرح، ويحتاجون إلى وقت أطول من غيرهم لينتقلوا من العد على الأصابع إلى الحسابات الذهنية.

إذن، كيف نساعد أطفالنا على التأقلم مع الأرقام والأعداد بأسلوب يجعلهم يحبون العمليات الحسابية؟

ليس من السهل مساعدة طفل يرتكب أخطاء في الحساب تارة، ولا يعرف كيف يحل المسائل تارة أخرى، خصوصاً عندما تبدو الأمور واضحة بالنسبة إلينا، وليست كذلك بالنسبة إليه.

يرى تربويون وعلماء نفس أن العمليات الحسابية تبقى ضرورية كي يتعرّف الطفل إلى الأعداد حتى لو كانت الحواسيب قد احتلت مكانة أولى في هذا المجال، لكن يجب أن يتعلم الطفل أولاً العد الأساسي وأن يفهم مثلاً أن العدد 14 يعني 4 + ،10 وأن 20 يعني حزمتين من فئة 10.

ويُفضَّل أن يعرف الطفل كيف يجزّئ 10 إلى 1 و،9 أو إلى 2 و،8 وأن يعرف مبدأ العد المزدوج والمضاعف، كما يُفضّل أن يطلع على جداول الضرب.

 
 يُذكر أن الحساب الذهني يختلف عن الحساب المكتوب، فإذا أردنا أن نجد مثلاً ضعف العدد ،36 يكفي أن نبحث عن ضعف العدد ،30 ثم ضعف العدد 6 لنحصل على ،72 وهذه الطريقة أكثر ذكاءً وسرعة لوضع العملية الحسابية في الذهن.

ثمّة وسائل عدة تساعد الطفل على الانتقال إلى الحساب الذهني، فمثلاً يفضّل أن نضيف 10 ثم نطرح منها ،1 إذا أردنا أن نضيف 9 إلى عدد ما، وكي نقوم بعملية الطرح، يُفضَّل أن نحوّلها إلى جمع، ثم نسأل مثلاً: “كم يجب أن نضيف إلى ثمانية ليصبح لدينا 14”، فهذا أفضل من أن نسأل 14 ناقصاً ،8 كم تساوي؟

وعندما يتعوّد الطفل على الحساب الذهني، يجد نفسه أكثر راحة مع الأعداد وتصبح أخطاؤه أقل.
 

الإجابة المقلوبة:
عندما يخطئ الطفل في حلّ مسألة حسابية ما، يكون لديه أعذاره، ويجب أن نعرف السبب، فربما يكون قد فهم معنى النص بشكل مختلف، أو ربما يكون قد فكر بشيء آخر، ذلك أن معظم أخطاء الأطفال الحسابية ترتبط بما يحدث في المدرسة، فعندما يتعلّم التلميذ عمليات الضرب يميل إلى الإجابة تلقائياً وفق ذلك.

وأهم ما في الأمر، أن يبقى من يشرف على مساعدة الطفل هادئاً، وأن يظهر له أن يهتم بأخطائه بشكل جدّي، فلو أخذنا مثلاً المسألة التالية:

“خسر باسل 25 كرة، وبقي لديه 18 كرة، كم كرة كان لدى باسل في بداية اللعب؟”.

إذا أجاب الطفل 25 ناقصاً 18 بدلاً من 25 زائداً 81_ فلنتركه يتابع حتى النهاية، وعندما يتوقف نناقش معه الأمر، كأن نقول: “لقد حصلت على العدد ،7 لكن ماذا يمثل هذا العدد؟” بعد ذلك لنسأله: لماذا اختار الطرح، فنقول له: “هل تعرف ما يفيد ذلك؟” إذ يجب أن يميز الطفل بين الحساب الآلي والعملية الحسابية ذات المعنى.

ويمكن أن نقول للطفل أن الآلة الحاسبة نستطيع القيام بالعمليات الحسابية، لكنها لا تقرّر إن كان عليها الضرب أو الطرح، وإن دماغ الإنسان قادر على أن يقوم بذلك.

كما يمكن أن نتبع خطوات أخرى تجعل الطفل أكثر اهتماماً بالعمليات الحسابية، كأن نقول له مثلاً: “إنك ترتدي سترتك عندما تشعر بالبرد، فبماذا تفكر عندما تقرّر أن تضرب رقمين معاً؟”.

وبذلك يفهم الطفل أن حل مسألة حسابية لا يعني عملية حسابية بسيطة وأنها تحتاج إلى التفكير.

وأخيراً، يمكن مساعدة الطفل على إيجاد العملية الحسابية المناسبة بدفعه إلى حل المسألة من دون عمليات حسابية، حتى نصل معه إلى طلب تحديد أي عملية يراها مناسبة، أو أن نشرح له كل العمليات الحسابية التي تعلّمها.

 العد على الأصابع:
كي يتعلّم الطفل الحساب، تبدو الأصابع أفضل وسيلة، خصوصاً إذا اجتمعت أصابع الطفل مع أصابع أمه، فلو أخذنا عملية الجمع 7 زائداً ،5 يمكن أن يبيّن الطفل 7 أصابع والأم ،5 وبهذا يمكن قراءة النتيجة فوراً، فأصابع يد الأم زائداً أصابع يد الطفل تساوي ،10 ومع اصبعين من يد ثانية نحصل على 12.

إن مثل هذه اللعبة مفيدة جداً لتمرين الطفل على القيام بعمليات الجمع أو الطرح البسيطة. وعندما يستطيع الطفل السيطرة على هذه الحسابات يمكننا أن نطلب إليه تخيُّل العملية في رأسه، وتصوُّر الأصابع، وبهذا يصبح مستعداً للحساب الذهني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف التمييز بين الحروف المتشابهه لذوي صعوبات التعلم..

خطة تربوية فردية في مادة القراءة لتلاميذ صعوبات التعلم

استبانة للمعلم للكشف عن صعوبات التعلم: